الحاجة لا تميز بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة السودانية: هنا أم راكوبة

Um Rakuba MSF hospital
تمرير
31 مايو 2024
الدول ذات الصلة
السودان
شارك
طباعة:

تخيل المشهد: مخيم مزدحم للاجئين في ولاية القضارف، على حافة شرق السودان، بالقرب من الحدود الإثيوبية. هنا أم راكوبة، حيث ينتظر الأشخاص الذين بحاجة ماسة للرعاية الطبية بصبر دورهم في مستشفى المخيم. أنشئ المخيم في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بعد تدفق الآلاف من اللاجئين الإثيوبيين. ومنذ ذلك الحين، كان فريقنا حاضراً باستمرار، يدعم مستشفى المخيم. بحلول نهاية فبراير/شباط 2024، استضاف المخيم أكثر من 17,300 لاجئ، وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين1.

منذ بداية الحرب في أبريل/نيسان 2023، وبسبب قلة الجهات الفاعلة الإنسانية، بقينا المزود الرئيسي للرعاية الصحية الأولية والثانوية والطارئة الشاملة في المخيم. وقد استجبنا لاحتياجات كل من اللاجئين والنازحين السودانيين، إلى جانب الطلب على الرعاية الصحية من المجتمعات المضيفة السودانية المحيطة.

عايدة، أم سودانية تبلغ من العمر 29 عاماً من ود مدني، التقيناها مؤخراً وهي ترافق ابنها في علاجه. عندما اندلعت الحرب، هربت مع زوجها وأطفالها الستة. وتقول عايدة: "بعد ثلاثة أيام على الطريق، نزلنا في مبنى مدرسي تم إعداده كمأوى للنازحين مثلنا. كان ابني الأصغر يعاني من سوء التغذية لأننا لم نتمكن من العثور على ما يكفي من الطعام. لحسن الحظ، تبرع أشخاص من مسجد قريب ببعض المال لمساعدتنا في الوصول إلى مستشفى أم راكوبة. كان فريق أطباء بلا حدود هناك، وأنقذوا ابني".

 

Um Rakuba patient and caregiver

 

طارق لاجئة إثيوبية تبلغ من العمر 27 عاماً، ومثل عايدة، لديها احتياجات صحية: "هربت إلى السودان مع عائلتي واستقرينا في أم راكوبة. منذ وصولنا إلى المخيم، تلقينا أنا وعائلتي العلاج بشكل مستمر من قبل أطباء بلا حدود. وقبل مدة قريبة أنجبتُ ابني في جناح الولادة في المستشفى. أنا ممتنة للرعاية الصحية المقدمة لي ولطفلي".

تمثل عايدة وطارق أصوات عدد لا يحصى من النساء على طريق النزوح. وهن أمهات ينتظرن يد العون لرعاية أطفالهن وتلبية احتياجاتهن الطبية.

 

Um Rakuba patient and caregiver

 

تشرح حليمة جمعة، إحدى القابلات المتفانيات في المخيم، دورها في مساعدة النساء والأطفال: "نحن نقدم التثقيف الصحي حول النظافة والتغذية والرضاعة الطبيعية. كما نقدم المشورة بشأن تنظيم الأسرة ورعاية الطفل. ومع ذلك، فإننا نواجه تحديات مثل نقص الأدوية والإمدادات، مما يجعل عملنا صعباً. وعلى الرغم من هذه التحديات، فإننا لا نزال ملتزمين بمهمتنا".

بالإضافة إلى ذلك، قدمت فرقنا للنساء الرعاية الصحية الأساسية، بما في ذلك خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والصحة النفسية، بالإضافة إلى الإحالات الطبية. وفي العام الماضي، قدم فريقنا الطبي استشارات لـ 5534 مريضاً إضافة إلى خدمات تنظيم الأسرة لـ 2441 شخصاً وساعد في 507 ولادات.

 

مهمَلة، ولكن موجودة.

عندما يفكر الناس في الاحتياجات الطبية في الحرب، فإنهم غالباً ما يتصورون الإصابات الناجمة عن القنابل أو الرصاص. لكن، هناك أيضاً عدد متزايد من حالات الطوارئ الطبية الناتجة عن مضاعفات الأمراض المزمنة أو تفشي الأمراض. نرى هذا بشكل مباشر في استجابتنا التي تعالج الاحتياجات الصحية كالأمراض المهملة مثل الكالازار، وكذلك سوء التغذية والملاريا.

وقال الدكتور فرانك كاتامبولا، المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في السودان: "لأكثر من عقد من الزمان، كانت منظمة أطباء بلا حدود في طليعة جهود العلاج والتشخيص والبحث فيما يخص الكالازار، لا سيما في شرق السودان. ومن عام 2010 إلى عام 2020، قامت أطباء بلا حدود بتشغيل مستشفى متخصص بالكالازار في المنطقة. خلال هذه الفترة، عالجنا ما يقرب من 7000 مريض وحققنا معدل شفاء مثير للإعجاب بنسبة 100٪ تقريباً".

وتابع: "نواصل معالجة هذا المرض المهمل في استجابتنا الطبية في مستشفى مخيم أم راكوبة من خلال علاج المرضى بالأمبيسوم - وهو العلاج الأكثر فعالية وتكلفة للكالازار، والذي يتم حجزه في الغالب للحالات الأكثر تقدماً والمرضى الضعفاء".

مع اقتراب السودان من موسم العجاف، لاحظت فرقنا زيادة شهرية في عدد المرضى الذين يعانون من سوء التغذية الذين أُدخلوا في مركز التغذية العلاجية للمرضى الداخليين في مستشفى المخيم. وتجدر الإشارة إلى أنه في الفترة من مارس/آذار إلى أبريل/نيسان، كانت هناك زيادة بنسبة 3.1٪ في حالات سوء التغذية الحاد الشديد.

وأضاف الدكتور فرانك: "منذ يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان 2024، في قسم العيادات الخارجية في مستشفى أم راكوبة، فحص فريقنا 4389 طفلاً دون سن الخامسة وسجل 307 (7٪) أطفال يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد و320 طفلاً يعانون من سوء التغذية الحاد المتوسط. وقد تم قبول جميع هؤلاء الأطفال مباشرة في برنامج التغذية العلاجية".

 

تعزيز الاستجابة، هناك شكوك؟

عمل فريقنا في مخيم أم راكوبة دون انقطاع كبير، وأنشأ أقساماً مختلفة لتلبية مجموعة واسعة من الاحتياجات الطبية. وتشمل هذه غرف الاستشارة، ورعاية المرضى الداخليين، ورعاية البالغين والأطفال، وجناح الولادة للنساء الحوامل والمواليد الجدد، وعيادة السل، ووحدة العزل. كما نتعامل مع الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

في العام الماضي وحده، قدم فريقنا أكثر من 40,000 استشارة، وهو ليس مجرد رقم، بل يمثل أناساً كذلك - لكل منهم احتياجاته وقصته.

يتأمل محمد محيي، من الطاقم الطبي في أطباء بلا حدود، الوضع الصحي بعد عام من بداية الحرب: "بقدر ما نستطيع تقديم الدعم في أم راكوبة للاجئين والنازحين والمجتمعات المضيفة، فإن ندرة الرعاية الصحية في مناطق أخرى من السودان عميقة جداً".

لاستدامة مساعدتنا الطبية للجميع في مستشفى أم راكوبة، يقوم فريقنا باستطلاع كل السبل الممكنة. ومع ذلك، فإن شاغلنا الرئيسي في هذا الجزء من البلاد هو قلة الجهات الفاعلة الإنسانية ونقص التمويل.

ويستمر صدى دعوتنا للجهات الفاعلة الإنسانية: أين هو تعزيز نطاق الدعم الإنساني في السودان حيث حياة ملايين الناس معرّضة للخطر المحدق؟

 

جولة في المستشفى بمخيم أم راكوبة للاجئين بشرق السودان.

 


1. https://reliefweb.int/report/sudan/sudan-eastern-border-ethiopia-emergency-situation-population-profile-um-rakuba-camp-29th-february-2024