منظمة أطباء بلا حدود تنهي تدخلاً جراحياً استمر مدة 12 عاماً في عدن، باليمن

MSF Aden Trauma Centre
تمرير
12 أبريل 2025
مستجدات
الدول ذات الصلة
اليمن
شارك
طباعة:

نظراً لانخفاض حدة النزاع في عدن، باليمن، وما تلا ذلك من تناقص عدد الأشخاص الذين يتعرضون لإصابات مرتبطة بالعنف، اختتمت منظمة أطباء بلا حدود مشروعنا الذي استمر 12 عاماً في مركز عدن لعلاج الإصابات. وسنعيد الآن تركيز أنشطتنا في عدن لتوفير الرعاية الطبية لأكثر احتياجات الناس إلحاحاً.

 

توفير رعاية متقدمة للإصابات في خضم الحرب

على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية، عالجت فرق أطباء بلا حدود في عدن وأعادت تأهيل آلاف الأشخاص الذين أصيبوا بجروح خطيرة بسبب الحرب، وقدمت أكثر من 65,000 استشارة طارئة وما يقرب من 68,000 إجراء جراحي. وكان معظم المرضى يعانون من كسور مفتوحة أو حروق أو إصابات ناجمة عن أعيرة نارية ومتفجرات.

مع تعمق النزاع في اليمن خلال معركة عدن في عام 2015، تكثفت الأنشطة في مركز عدن لعلاج الإصابات. وخلال ذلك الوقت، في حين عالج المركز تدفقاً جماعياً لمصابين يعانون من جروح شديدة ناجمة عن الحرب، أدارت فرقنا أيضاً عيادات متنقلة متطورة للجراحة وما بعد الجراحة في المدينة لتحقيق الاستقرار لجرحى الحرب وتحسين فرص بقائهم على قيد الحياة.

ويقول أوليفييه مارتو، نائب رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن: "كان مركز عدن لعلاج الإصابات هو المستشفى الوحيد المتخصص في علاج الإصابات الحادة في المنطقة وكان بمثابة نقطة مركزية لعلاج المصابين. وقد جاء بعض مرضانا من أماكن بعيدة جداً، وأحياناً يسافرون لأيام في ظروف صعبة للحصول على رعاية طبية مجانية".

في عام 2018، بعد هجوم الحديدة، زادت فرق أطباء بلا حدود من قدرة المستشفى من 86 سريراً إلى 104 أسرّة للاستجابة لتدفق آخر من جرحى الحرب.

في عام 2020، تصاعد النزاع في جنوب الحديدة، في حين كان المستشفى في عدن يتلقى عدداً كبيراً من حالات الإصابات المتعددة الحادة التي تتطلب رعاية متخصصة ومكثفة ومتعددة التخصصات.

كان رياض محمد أحمد صالح، 24 عاماً، من بين المرضى الذين تم إدخالهم إلى مركز عدن لعلاج الإصابات في هذا الوقت. وهو في الأصل من أبين، وهي محافظة مجاورة لعدن، وتمت إحالته إلى عدن لإصابته بطلق ناري خطير. وفي مركز عدن لعلاج الإصابات، خضع لجراحة فغر القولون، والتي أنقذت حياته.

ويقول رياض: "كان جرح العيار الناري شديداً؛ لم أكن أعتقد أبداً أنني سأكون على قيد الحياة اليوم. عندما وصلت إلى المستشفى، كنت أعاني من ألم شديد. طمأنني الأطباء أنني سأكون على ما يرام. وعلى الرغم من بعض المضاعفات مع فغر القولون، أنا ممتن أنني أعيش اليوم وللدعم الطبي الذي تلقيته".

وللحد من الضغط المستمر والعالي على الفرق الطبية واللوجستية والعملياتية في مركز عدن لعلاج الإصابات ، افتتحت أطباء بلا حدود في عام 2018 مستشفى ميداني للإصابات في المخا، وهي مدينة تقع بين الحديدة وعدن، مع تصاعد النزاع في الساحل الغربي لليمن.

ويقول مارتو: "من أبريل إلى أغسطس 2020، استقبل مركز عدن لعلاج الإصابات 493 مصاباً من الخطوط الأمامية على الساحل الغربي، معظمهم أصيبوا بطلقات نارية أو ألغام أرضية أو قصف. هناك حوالي 20 سيارة إسعاف تنقل المرضى يومياً من الحديدة والمنطقة المحيطة بها إلى عدن، على بعد ست ساعات بالسيارة للوصول إلى الرعاية الصحية المنقذة للحياة".

أدى افتتاح مستشفى المخا إلى تخفيف الضغط الشديد على مركز عدن وأتاح علاج المرضى بسرعة أكبر. ومن ناحية أخرى، مكّن أيضاً مركزَ عدن من التركيز على الحالات الأكثر تعقيداً، وتوسيع معايير القبول الخاصة به، بما في ذلك حوادث المرور على الطرق، والجروح الأخرى المرتبطة بالإصابات البليغة، بالإضافة إلى حالات كوفيد-19.

 

تشغيل مركز كوفيد-19 الوحيد لجنوب اليمن

في عام 2020، بعد تأكيد أول حالة إصابة بكوفيد-19، افتتحت أطباء بلا حدود مركز العلاج الأول والوحيد المخصص لجنوب اليمن بأكمله. ولعدة أشهر، واجهت فرقنا تحديات هائلة في تسهيل دخول الإمدادات والمعدات الطبية، بينما انتشر المرض بسرعة كبيرة.

"في الأسابيع الأولى، استقبلنا مئات المرضى. ووصل الكثيرون إلى المركز وكانوا يعانون بالفعل من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة"، كما يقول الدكتور يوسف نجوان، الذي يعمل مع أطباء بلا حدود في عدن منذ عام 2015. "وكانت فرقنا تعمل على مدار الساعة لتقديم أفضل علاج ممكن، وكنا نعمل فوق طاقتنا".

في عام 2021، شهدت فرقنا تدفقاً كبيراً لمرضى كوفيد-19 شديدي الاعتلال وكانوا بحاجة إلى الرقود في المستشفى في عدن. وبعد ست سنوات من الحرب، أصيب نظام الرعاية الصحية في اليمن بالشلل وكانت القدرة على علاج الأشخاص في العناية المركزة محدودة. وبدأت أطباء بلا حدود في تقديم الدعم لمركز علاج كوفيد-19 في مستشفى الصداقة، بدعم من وزارة الصحة العامة والسكان.

 

إعادة تركيز الأنشطة لتلبية الاحتياجات الطبية الجديدة

في عام 2023، كان هناك انخفاض آخر في العنف السياسي في اليمن، والذي انخفض إلى أدنى مستوى منذ بداية النزاع الحالي في عام 2015، مع محافظة أنصار الله والحكومة المعترف بها دولياً على هدنة غير رسمية منذ نهاية الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في أكتوبر 2022.

ونتيجة لذلك، شهدت فرقنا في عدن انخفاضاً في حالات الإصابات المرتبطة بالنزاع، في حين كانت تعالج عدداً متزايداً من مصابي الحوادث المنزلية وحوادث الطرق.

تقوم أطباء بلا حدود الآن بتقييم الفجوات الطبية والاحتياجات ذات الأولوية في عدن بالتنسيق مع وزارة الصحة. وفي عام 2025، تهدف المنظمة إلى إعادة تركيز أنشطتها في عدن لتوفير خدمات طبية جديدة للناس الأكثر احتياجاً.