تقدم فرق منظمة أطباء بلا حدود في لبنان العلاج للأطفال اللاجئين السوريين المصابين بالثلاسيميا، منذ أكثر من عام. ويتطلب مرض الثلاسيميا - وهو اضطراب وراثي في الدم، عندما يكون في مراحل شديدة - علاجاً معقداً تقدمه منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى للأطفال في مدينة زحلة في وادي البقاع.
تقدم منظمة أطباء بلا حدود العلاج لـ 64 مريضًا في مستشفى زحلة حاليًا، جميعهم أطفال سوريون. بالإضافة إلى أولئك الذين يكونون غير مشمولين ضمن برنامج رعاية توفره الدولة، والذي يكون حصرًا على المواطنين اللبنانيين، وليسوا مشمولين بالرعاية من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. كما تخطط المنظمة توسيع نطاق أنشطتها لتشمل تقديم العلاج لـ 100 طفل سوري بحلول نهاية العام. ولا يمكن للمنظمة شمول عدد أكثر من ذلك نظرًا لتكلفة الأدوية المرتفعة للغاية. وعلى الرغم من ذلك، ومع وجود أكثر من مليون سوري يعيشون الآن في لبنان، فعلى الأرجح ثمة عدد أكبر من الأطفال اللاجئين المصابين بالثلاسيميا، لأنه منتشر بشكل خاص في بلدهم الأم. ولكن هذا الأمر يتطلب وجود إمكانية الحصول على أدوية أرخص.
يؤثر مرض الثلاسيميا على دول في الشرق الأوسط، مثل لبنان وسوريا، وفي حوض البحر الأبيض المتوسط؛ إذ أن كلمة الثلاسيميا مشتقة من كلمة الثلاسا في اليونانية والتي تعني البحر. ولكن هذا المرض غير معروف نسبيًا، وهو منتشر أيضًا في بلدان أخرى مثل باكستان وأفغانستان حيث لا تزال إمكانية الحصول على العلاج تتأثر بعدم الاستقرار والعنف بشكل أكبر.