وسط فراغ إنساني، أطباء بلا حدود تعمل على توسيع نطاق توزيع مواد المساعدات الأساسية للاجئين السودانيين في شرق تشاد

NFI distribution in Aboutengue
تمرير
28 يونيو 2024
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
تشاد
شارك
طباعة:

آدري، تشاد – 27 يونيو/حزيران 2024 - مع بدء موسم الأمطار في تشاد، توسع منظمة أطباء بلا حدود نطاق أنشطتها بشكل ملحوظ في شرق تشاد للاجئين الذين فروا من الحرب في السودان. وقد بدأت فرقنا عملية توزيع شاملة للمواد الأساسية المنقذة للحياة مثل الألواح البلاستيكية والناموسيات وألواح الصابون لدعم مئات الآلاف من اللاجئين في مخيم أبوتنجي ومخيم آدري الانتقالي. تسد هذه الاستجابة فجوة حرجة خلفتها وكالات الأمم المتحدة، حيث يعيش عدد لا يحصى من الأسر في هذه المخيمات دون مأوى مناسب منذ أكثر من عام.

في 14 يونيو/حزيران، قام فريقنا بتوزيع هذه المواد غير الغذائية في مخيم أبوتنجي، حيث قام بتزويد حوالي 5000 عائلة بألواح بلاستيكية. وفي مايو/أيار، قدمت منظمة أطباء بلا حدود أيضاً 11,370 ناموسية في المخيم، وتوزع ألواح الصابون شهرياً منذ مارس/آذار. قمنا بتوسيع توزيع الصابون هذا لتوفير ما متوسطه 47,000 قطعة شهرياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى حتى أغسطس/آب.

هذه الإمدادات ضرورية للوقاية من الأمراض المرتبطة بموسم الأمطار، مثل الملاريا والإسهال. ولكن على الرغم من أهميتها، فهي أيضاً الحد الأدنى الذي يمكن القيام به للحفاظ على كرامة هؤلاء الأشخاص والحيلولة دون تعرضهم للأمراض عند هطول الأمطار.

تأتي الاحتياجات أيضاً من مجتمعات اللاجئين التي أنشأت معها أطباء بلا حدود تفاعلاً منتظماً، باستشارتهم بشأن احتياجاتهم العاجلة والاستجابة للفجوات الحرجة.

 وقال بريمو موازو فونغامالي، قائد فريق الخدمات اللوجستية في أطباء بلا حدود في مخيم أبوتنجي: "من خلال التشاور مع قادة المجتمع وقادة الكتل في مخيم أبوتنجي، عرفنا أن ما يقرب من 5,000 أسرة تعيش في مرافق مؤقتة دون سقف مناسب. وإن الإمدادات التي نوزعها تمكنهم من الاحتماء واستعادة الشعور بالسكينة في خضم بداية موسم الأمطار".

منذ 24 يونيو/حزيران، وسعت فرقنا أنشطة التوزيع هذه إلى مخيم آدري الانتقالي وهو موطن مؤقت لأكثر من 180,000 نازح وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، معظمهم من دارفور. 90 في المئة منهم من النساء والأطفال.

 

East Chad

 

وقال ستيف تيغانغ، المرجع الطبي لمشروع أطباء بلا حدود في مخيم آدري الانتقالي: "هنا، وصول موسم الأمطار يعني العودة الهائلة للبعوض، ومعها الملاريا. حتى لو كانت فرقنا الطبية جاهزة، فسنرى حتماً انفجاراً في عدد الحالات في المخيم. لكن، يجب أن تساهم الناموسيات التي نوزعها في احتواء هذا الأمر المتوقع. أما بالنسبة للصابون، فسيسهم في مكافحة الأمراض التي يمكن الوقاية منها من خلال النظافة الجيدة، كالكوليرا (حتى لو لم يتم الإبلاغ عن أي حالات في الوقت الحالي) أو التهاب الكبد E، والتي تم الإبلاغ عن العديد منها بالفعل في المخيم".

فقط خلال الأيام الثلاثة الأولى من التوزيع الجاري، تلقت 14,370 عائلة في مخيم آدري الانتقالي ألواحاً بلاستيكية وناموسيات وعدة قطع من الصابون لكل منها.

 وقالت سابالا غاغ – مديرة اللوجستيات في أطباء بلا حدود – المسؤولة عن التوزيع في مخيم آدري: "الظروف المعيشية في هذا المخيم قاسية للغاية. هنا، يعيش الناس في ملاجئ مؤقتة، مبنية من القش أو من أي مواد يجدونها. لهذا السبب نقوم بتوزيع هذه الألواح البلاستيكية. في هذه الأثناء، يكونون عرضة للعوامل الجوية بشكل كامل وعندما تمطر، لا يجدون مكاناً يأوون إليه. في كثير من الأحيان أثناء هطول الأمطار، يأتي الناس إلى النقاط الصحية التي بنيناها في المخيم، لإيواء أطفالهم".

هذه المواد الصحية هي الحد الأدنى الذي يمكن توفيره كموارد حيوية في بيئة تفتقر إلى الضروريات، من المأوى إلى الصرف الصحي. تواصل منظمة أطباء بلا حدود توفير 80 في المئة من المياه في مخيم آدري الانتقالي، مؤكدة التزامها بتلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين.

هذه الأنشطة الموسَّعة، التي تكلف أكثر من مليوني فرنك سويسري، تحول الأموال المخصصة عادة للرعاية الطبية لتلبية احتياجات سبل العيش العاجلة هذه - وهي فجوة لم تعالجها وكالات الأمم المتحدة المكلفة بعد.

وتقول ميريا إيمي ناجي – منسقة مشروع أطباء بلا حدود في مخيم آدري الانتقالي: "لا يزال القطاع الأساسي لمنظمة أطباء بلا حدود هو الصحة، بغض النظر عن السياقات التي نتدخل فيها. ومع ذلك، في سياق معين وفي غياب الجهات الفاعلة المتخصصة في مجالات أخرى أو عندما تفتقر هذه الجهات الفاعلة إلى التمويل، نقوم أحياناً بتوسيع نطاق عملنا. وهذا هو الحال مع الأزمة السودانية وعواقبها على تشاد، مع وصول أكثر من 600 ألف لاجئ منذ العام الماضي. في مخيم آدري الانتقالي، نلاحظ وجود جهات فاعلة إنسانية من جميع مجالات الأنشطة، لكننا نلاحظ أيضاً أنها غالباً ما تفتقر إلى الموارد. وفي مواجهة هذا الوضع، استثمرت أطباء بلا حدود بالفعل بشكل كبير في توفير المياه الآمنة، وتحسين الصرف الصحي من خلال بناء المراحيض وتفريغها، وتوزيع صفائح المياه لنقل الماء والحفاظ عليه بشكل أفضل؛ كل ذلك بهدف الحد من مخاطر الأمراض التي تنجم عن نقص النظافة".

"الآن، مع هذا التوزيع لـ 46,000 سلة في مخيم آدري، نعمل أيضاً في مجال الإيواء. وسيستفيد من هذا التوزيع 46 ألف أسرة، تمثل ما يقرب من 180 ألف شخص، 90 في المئة منهم من النساء والأطفال. يتم تنفيذ هذا الإجراء كجزء من الاستجابة الطارئة المتعلقة بموسم الأمطار وذروة الملاريا القادمة".  تختم ميريا بالقول.

تدعو منظمة أطباء بلا حدود بشكل عاجل إلى توسيع نطاق المساعدات الإنسانية من قبل جميع الشركاء ووكالات الأمم المتحدة لمعالجة الظروف القاسية التي يواجهها اللاجئون من السودان في شرق تشاد ودعم الجهود الجارية للتخفيف من الاحتياجات المهملة منذ فترة طويلة لأعداد الناس المتزايدة باستمرار.

 وأضاف فلوران أوزيني، نائب مدير عمليات أطباء بلا حدود في جنيف: "الاحتياجات هائلة، وعلى الرغم من أن هذه المواد ضرورية، إلا أنها لا يمكن أن تحل محل الملاجئ المناسبة وظروف المعيشة اللائقة. ومن الضروري لوكالات الأمم المتحدة والدول المانحة زيادة مساعداتها الطارئة في شرق تشاد وضمان عدم نسيان هؤلاء السكان الضعفاء من اللاجئين من السودان".